فصل: (سورة البقرة: الآية 102):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عاشور:

قوله تعالى: {مَّا يَوَدُّ الذين كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ الكتاب}.
فصله عما قبله لاختلاف الغرضين، لأن الآية قبله في تأديب المؤمنين مع التعريض باليهود وهذه الآية لبيان حسد اليهود وغيرهم للمسلمين.
ووجه المناسبة بين الآيتين ظاهر لاتحاد المآل ولأن الداعي للسب والأذى هو الحسد.
وهذه الآية رجوع إلى كشف السبب الذي دعا لامتناع اليهود من الإيمان بالقرآن لما قيل لهم {آمنوا بما أنزل الله} فقالوا: {نؤمن بما أنزل علينا} [البقرة: 91] أي ليس الصارف لهم تمسكهم بما أنزل إليهم بل هو الحسد على ما أنزل على النبيء والمسلمين من خير، فبين أدلة نفي كون الصارف لهم هو التصلب والتمسك بدينهم بقوله: {قل فلم تقتلون أنبئاء الله} [البقرة: 91] وما تخلل ذلك ونشأ عنه من المجادلات وبيان إعراضهم عن أوامر دينهم واتباعهم السحر وبين الآن حقيقة الصارف عن الإيمان بالقرآن والموجب للشتم وقول البهتان ليتخلص من ذلك إلى بيان النسخ.
والود بضم الواو المحبة ومن أحب شيئًا تمناه فليس الود هو خصوص التمني ولا المحبة المفرطة كما حققه الراغب.
وذكر الذين كفروا هنا دون اليهود لقصد شمول هذا الحكم اليهود والنصارى معًا تمهيدًا لما يأتي من ذكر حكمة النسخ ومن قوله: {وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودًا أو نصارى} [البقرة: 111] الآيات.
ونبه بقوله: {الذين كفروا من أهل الكتاب} دون ما يود أهل الكتاب على أنهم لم يتبعوا كتابهم لأن كتبهم تأمرهم باتباع الحق حيثما وجدوه وبالإيمان بالنبيء المقفي على آثارهم وفي التوراة والإنجيل مواضع كثيرة فيها أخذ الميثاق على ذلك فلما حسدوا النبيء صلى الله عليه وسلم على النبوءة وحسدوا المسلمين فقد كفروا بما أمرت به كتبهم وبهذا تخلص الكلام إلى الجمع بين موعظة النصارى مع موعظة اليهود.
ولما كان ما اقتضاه الحال من التعبير بقوله: {الذين كفروا من أهل الكتاب} قد يوهم كون البيان قيدًا وأن الكافرين من غير أهل الكتاب لا يحسدون المسلمين عطف عليه قوله: {ولا المشركين} كالاحتراس وليكون جمعًا للحكم بين الجميع فيكون له حظ في التمهيد لقوله فيما يأتي: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه} [البقرة: 114] وقرأ الجمهور أن ينزل بتشديد الزاي مفتوحة.
والتعبير بالتنزيل دون الإنزال لحكاية الواقع إذ القرآن نزل منجمًا لتسهيل حفظه وفهمه وكتابته وللتيسير على المكلفين في شرع الأحكام تدريجًا.
وقرأه ابن كثير وابن عمرو بتخفيف الزاي مفتوحة أيضًا وذلك على أن نفي ودادتهم متعلق بمطلق إنزال القرآن سواء كان دفعة أو منجمًا.
والخير النعمة والفضل، قال النابغة:
فلست على خير أتاك بحاسد

وأراد به هنا النبوءة وما أيدها من الوحي والقرآن والنصر وهو المعبر عنه بالرحمة في قوله: {والله يختص برحمته}.
وقوله: {والله يختص برحمته من يشاء} عطف على {ما يود} لتضمنه أن الله أراد ذلك وإن كانوا هم لا يريدونه.
والرحمة هنا مثل الخير المنزل عليهم وذلك إدماج للامتنان عليهم بأن ما نزل عليهم هو رحمة بهم ومعنى الاختصاص جعلها لأحد دون غيره لأن أصل الاختصاص والتخصيص راجع إلى هذا المعنى أعني جعل الحكم خاصًا غير عام سواء خص واحدًا أو أكثر.
ومفعول المشيئة محذوف كما هو الشأن فيه إذا تقدم عليه كلام أو تأخر عنه أي من يشاء اختصاصه بالرحمة.
والمشيئة هي الإرادة ولما كانت إرادة الله تتعلق بالمراد على وفق علمه تعالى كانت مشيئته أي إرادته جارية على وفق حكمته التي هي من كيفيات علم الله تعالى فهي من تعلقات العلم الإلاهي بإبراز الحوادث على ما ينبغي وقد تقدم الكلام عليها عند قوله تعالى: {إنك أنت العليم الحكيم} [البقرة: 32] فالله يختص برحمته من علم أنه حقيق بها لاسيما الرحمة المراد منها النبوءة فإن الله يختص بها مَن خلقه قابلًا لها فهو يخلقه على صفاء سريرة وسلامة فطرة صالحة لتلقي الوحي شيئًا فشيئًا قال تعالى: {ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكمًاوعلمًا} [يوسف: 22] وقال: {الله حيث يجعل رسالاته} [الأنعام: 124] ولذلك لم تكن النبوءة حاصلة بالاكتساب لأن الله يخلق للنبوءة من أراده لها لخطر أمرها بخلاف غيرها من الفضائل فهو ممكن الاكتساب كالصلاح والعلم وغيرهما فرب فاسق صلحت حاله ورب جاهل مطبق صار عالمًا بالسعي والاكتساب ومع هذا فلابد لصاحبها من استعداد في الجملة ثم وراء ذلك التوفيق وعناية الله تعالى بعبده.
ولما كانت الاستعدادات لمراتب الرحمة من النبوءة فما دونها غير بادية للناس طوى بساط تفصيلها لتعذره ووكل إلى مشيئة الله التي لا تتعلق إلا بما علمه واقتضته حكمته سبحانه رفقًا بأفهام المخاطبين.
وقوله: {والله ذو الفضل العظيم} تذييل لأن الفضل يشمل إعطاء الخير والمعاملة بالرحمة، وتنبيه على أن واجب مريد الخير التعرض لفضل الله تعالى والرغبة إليه في أن يتجلى عليه بصفة الفضل والرحمة فيتخلى عن المعاصي والخبائث ويتحلى بالفضائل والطاعات عسى أن يحبه ربه وفي الحديث الصحيح «تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة». اهـ.

.قال أبو حيان:

{والله يختصّ برحمته من يشاء}: أي يفرد بها، وضد الاختصاص: الاشتراك.
ويحتمل أن يكون يختصّ هنا لازمًا، أي ينفرد، أو متعدّيًا، أي يفرد، إذ الفعل يأتي كذلك.
يقال: اختصّ زيد بكذا، واختصصته به، ولا يتعين هنا تعديه، كما ذكر بعضهم، إذ يصح، والله يفرد برحمته من يشاء، فيكون من فاعلة، وهو افتعل من: خصصت زيدًا بكذا.
فإذا كان لازمًا، كان لفعل الفاعل بنفسه نحو: اضطررت، وإذا كان متعديًا، كان موافقًا لفعل المجرّد نحو: كسب زيد مالًا، واكتسب زيد مالًا.
والرحمة هنا عامة بجميع أنواعها؛ أو النبوّة والحكمة والنصرة، اختص بها محمد صلى الله عليه وسلم، قاله عليّ والباقر ومجاهد والزجاج؛ أو الإسلام، قاله ابن عباس؛ أو القرآن، أو النبي صلى الله عليه وسلم، {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} هو نبي الرحمة، أقوال خمسة، أظهرها الأول.
{والله ذو الفضل العظيم}: قد تقدّم أن ذو بمعنى صاحب.
وذكر جملة من أحكام ذو، والوصف بذو، أشرف عندهم من الوصف بصاحب، لأنهم ذكروا أن ذو أبدًا لا تكون إلا مضافة لاسم، فمدلولها أشرف.
ولذلك جاء ذو رعين، وذو يزن، وذو الكلاع، ولم يسمعوا بصاحب رعين، ولا صاحب يزن ونحوها.
وامتنع أن يقول في صحابي أبي سعيد أو جابر: ذو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاز أن يقول: صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولذلك وصف الله تعالى نفسه بقوله: {ذو الجلال} {ذو الفضل}، وسيأتي الفرق بين قوله تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبًا}، وقوله تعالى: {ولا تكن كصاحب الحوت} إن شاء الله تعالى. اهـ.

.قال البيضاوي:

{والله ذُو الفضل العظيم} إشعار بأن النبوة من الفضل، وأن حرمان بعض عباده ليس لضيق فضله، بل لمشيئته وما عرف فيه من حكمته. اهـ.

.قال في روح البيان:

وعباد الله المخلصون قسمان:
قوم أقامهم الحق لخدمته وهم العباد والزهاد وأهل الأعمال والأوراد وقوم اختصهم بمحبته وهم أهل المحبة والوداد وكل من خدمته وتحت طاعته إذ كلهم قاصد وجهه ومتوجه إليه والعبودية صفة العبد لا تفارقه ما دام حيًا ومن حقائق العبودية إخراج الحسد من القلب.
قال بعض الحكماء: بارز الحاسد ربه من خمسة أوجه:
أولها: أنه أبغض كل نعمة ظهرت على غيره.
والثاني: أنه يتسخط قسمته تعالى ويقول لربه: لو قسمت هكذا.
والثالث: أن فضل الله يؤتيه من يشاء وهو يبخل بفضله.
والرابع: أنه خذل ولي الله لأنه يريد خذلانه وزوال النعمة عنه.
والخامس: أنه أعان عدوه يعني إبليس.
واعلم أن حسدك لا ينفذ على عدوك بل على نفسك بل لو كوشفت بحالك في يقظة أو منام لرأيت نفسك أيها الحاسد في صورة من يرمي حجرًا إلى عدوه ليصيب به مقلته فلا يصيبه بل يرجع إلى حدقته اليمنى فيقلعها فيزيد غضبه ثانيًا فيعود ويرميه أشد من الأولى فيرجع على عينه اليسرى فيعميها فيزداد غضبه ثالثًا فيعود ويرميه فيرجع الحجر على رأسه فيشجه وعدوه سالم في كل حال وهو إليه راجع كرة بعد أخرى وأعداؤه حواليه يفرحون ويضحكون وهذا حال الحسود وسخرية الشياطين.
وقال بكر بن عبد الله: كان رجل يأتي بعض الملوك فيقوم بحذائه ويقول: أحسن إلى المحسن بإحسانه فإن المسيء سيكفيه إساءته فحسده رجل على ذلك المقام والكلام فسعى به إلى الملك وقال: إنه هذا الرجل يزعم أن الملك أبخر فقال الملك: وكيف يصح ذلك عندي؟ قال: ندعو به إليك فانظر فإنه إذا دنا منك وضع يده على أنفه أن لا يشم ريح البخر فخرج من عند الملك فدعا الرجل إلى منزله فأطعمه طعامًا فيه ثؤم فخرج الرجل من عنده فقام بحذاء الملك فقال على عادته مثل ما قال فقال له الملك: ادن مني فدنا منه واضعًا يده على فمه مخافة أن يشم الملك منه ريح الثوم فصدق الملك في نفسه قول الساعي قال: وكان الملك لا يكتب بخطه إلا لجائزة فكتب كتابًا بخطه إلى عامل له إذا أتاك الرجل فاذبحه واسلخه واحش جلده تبنًا وابعث به إليّ فأخذ الكتاب وخرج فلقيه الرجل الذي سعى به فاستوهب منه ذلك الكتاب فأخذه منه بأنواع التضرع والامتناع ومضى إلى العامل فقال له العامل إن في كتابك أن أذبحك وأسلخك قال إنّ الكتاب ليس هو لي الله الله في أمري حتى أراجع الملك قال: ليس لكتاب الملك مراجعة فذبحه وسلخه وحشا جلده تبنًا وبعث به ثم عاد الرجل كعادته فتعجب منه الملك فقال: ما فعلت بالكتاب؟ قال: لقيني فلان فاستوهبه مني فوهبته قال الملك: إنه ذكر لي أنك تزعم أني أبخر فقال: كلا قال: فلم وضعت يدك على أنفك؟ قال: كان أطعمني طعامًا فيه ثؤم فكرهت أن تشمه قال: ارجع إلى مكانك فقد كفى المسيئ إساءته. اهـ.

.من فوائد الزمخشري في الآيات:

قال رحمه الله:

.[سورة البقرة: الآية 102]:

{وَاتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ}.
{وَاتَّبَعُوا} أى نبذوا كتاب اللَّه {واتبعوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ} يعنى واتبعوا كتب السحر والشعوذة التي كانت تقرؤها {عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ} أى على عهد ملكه وفي زمانه. وذلك أنّ الشياطين كانوا يسترقون السمع ثم يضمون إلى ما سمعوا أكاذيب يلفقونها ويلقونها إلى الكهنة وقد دوّنوها في كتب يقرءونها ويعلمونها الناس، وفشا ذلك في زمن سليمان عليه السلام حتى قالوا:
إن الجن تعلم الغيب، وكانوا يقولون: هذا علم سليمان، وما تم لسليمان ملكه إلا بهذا العلم، وبه تسخر الإنس والجن والريح التي تجرى بأمره {وَما كَفَرَ سُلَيْمانُ} تكذيب للشياطين ودفع لما بهتت به سليمان من اعتقاد السحر والعمل به وسماه كفرًا {وَلكِنَّ الشَّياطِينَ} هم الذين كَفَرُوا باستعمال السحر وتدوينه {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} يقصدون به إغواءهم وإضلالهم {وَما أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ} عطف على السحر، أى ويعلمونهم ما أنزل على الملكين. وقيل: هو عطف على ما تتلو، أى واتبعوا ما أنزل. {هارُوتَ وَمارُوتَ} عطف بيان للملكين علمان لهما، والذي أنزل عليهما هو علم السحر ابتلاء من اللَّه للناس. من تعلمه منهم وعمل به كان كافرًا، ومن تجنبه أو تعلمه لا ليعمل به ولكن ليتوقاه ولئلا يغتر به كان مؤمنا:
عَرَفْتُ الشَّرَّ لَا لِلشَّرِّ لكِنْ لِتَوَقِّيهِ

كما ابتلى قوم طالوت بالنهر، {فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي}. وقرأ الحسن {على الملكين} بكسر اللام، على أنّ المنزل عليهما علم السحر كانا ملكين ببابل. وما يعلم الملكان أحدا حتى ينبهاه وينصحاه ويقولا له {إِنَّما نَحْنُ فِتْنَةٌ} أى ابتلاء واختيار من اللَّه {فَلا تَكْفُرْ} فلا تتعلم معتقدًا أنه حق فتكفر فَيَتَعَلَّمُونَ الضمير لما دلّ عليه من أحد.
أى فيتعلم الناس من الملكين {ما يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} أى علم السحر الذي يكون سببا في التفريق بين الزوجين من حيلة وتمويه، كالنفث في العقد، ونحو ذلك مما يحدث اللَّه عنده الفرك والنشوز والخلاف ابتلاء منه، لا أنّ السحر له في نفسه بدليل قوله تعالى: {وَما هُمْ بِضارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ} لأنه ربما أحدث اللَّه عنده فعلا من أفعاله وربما لم يحدث {وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ} لأنهم يقصدون به الشر. وفيه أن اجتنابه أصلح كتعلم الفلسفة التي لا يؤمن أن تجرّ إلى الغواية. ولقد علم هؤلاء اليهود أن من اشتراه أى استبدل ما تتلو الشياطين من كتاب اللَّه.
{ما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ} من نصيب.
{وَلَبِئْسَ ما شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ} أى باعوها. وقرأ الحسن: الشياطون. وعن بعض العرب: بستان فلان حوله بساتون. وقد ذكر وجهه فيما بعد. وقرأ الزهري {هاروت وماروت} بالرفع على: هما هاروت وماروت. وهما اسمان أعجميان بدليل منع الصرف، ولو كانا من الهرت والمرت- وهو الكسر كما زعم بعضهم- لانصرفا. وقرأ طلحة {وما يعلمان} من أعلم، وقرئ {بين المرء} بضم الميم وكسرها مع الهمز. والمرّ، بالتشديد على تقدير التخفيف والوقف، كقولهم: فرج، وإجراء الوصل مجرى الوقف. وقرأ الأعمش: وما هم بضارّى، بطرح النون والإضافة إلى أحد والفضل بينهما بالظرف. فإن قلت: كيف يضاف إلى أحد وهو مجرور بمن؟ قلت: جعل الجار جزءًا من المجرور. فإن قلت: كيف أثبت لهم العلم أولا في قوله: {وَلَقَدْ عَلِمُوا} على سبيل التوكيد القسمي ثم نفاه عنهم في قوله: {لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ}؟ قلت: معناه لو كانوا يعملون بعلمهم، جعلهم حين لم يعملوا به كأنهم منسلخون عنه.